تفاسير سور من القرآن
المظالم التي حرمتها الآية
...............................................................................
وكان بعض العلماء يقول: هذا التكرار، وعطف ما دخل فيما قبله عليه لحكمة، وهذه الحكمة بيانها وتفصيلها أن مظالم الناس وتعدِّي بعضهم على بعض في دار الدنيا راجع إلى ستة أقسام، وهي: أن يتعدى عليه في دينه، أو أن يتعدى على نسبه، أو أن يتعدى على عرضه، أو أن يتعدى على نفسه، أو أن يتعدى على ماله. فهي ستة جواهر: الدين، والنفس، والنسب، والعقل، والمال، والعرض.
فهذه الجواهر الستة هي التي تدور حولها المظالم، قال من قال هذا: الآية جاءت ناهية عن التعدي في جميع هذه الجواهر الست؛ لأن قوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
هذا تعد على الأنساب؛ لأن الزنا سواء كان ظاهرا أو باطنا تعد على أنساب الناس، وتقذير لفروش الناس؛ لأنه إذا كثر الزنا لم يدر هذا من أبوه، ولم تدر أم هذا من أبوه؛ فضاعت الصبيان، ولم يعرف لهذا أب، فاختلطت الأنساب، وتقذرت الفرش، وضاعت أخلاق المجتمع، وأن النهي عن الفاحشة هو ذب عن الأنساب، وهذا معنى قوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وأن قوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
شربت الإثـم حـتى ضـل عقلـي | كذاك الإثــم تـذهـب بالعقــول |
وقال بعض العلماء: هذا البيت مصنوع، وبعضهم يقول: هو بيت عربي شاهد. ومنه قول الآخر:
والعياذ بالله يقول:
نشرب الإثـم بالصـواع جهــارا | وتـرى المسـك بيننـا مستعـارا |
منه قول الآخر:
نهانا رسـول الله أن نقرب الخنـا | وأن نشرب الإثم الذي يوجب الـوزرا |
فرحت حزينا ذاهـب العقل بعدكـم | كأني شربـت الإثـم أو مسني خبـل |
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
على هذا القول بقي الدين، والمراد بقوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
قالوا: فعلى هذا تكون الآية الكريمة إنما تداخلت عطوفها وتكررت؛ ليكون قيها الزجر عن الأنفس، والزجر عن الأموال، والزجر عن الأعراض، والزجر عن الأنساب، والزجر عن العقول، والزجر عن الأديان.
مسألة>